الخميس، 28 مايو 2009

شخصية العربي المسلم في أوروبا

شخصية العربي المسلم في أوروبا

عبدالهادي سعدون

هل أصبحت صورة العربي ـ المسلم النمطية في الغرب الأوروبي حقيقة غير قابلة للنقاش أو التغيير؟
إن صورتنا النمطية المعروفة تحمل كل توصيفات الآخر المرفوضة سلفاً، بحيث لو شئت أن تناقش أية حالة تطرأ في الوضع العالمي وتحاول بيان أوجه الاختلاف، ستتقابل بما يشبه إجماعا تاما من قبل وسائل الإعلام بصورة خاصة والمجتمع بصورة عامة بما يتناقلونه عن تلك الصورة النمطية التي في رأيهم غير قابلة للتحوير أو التبديل، أو حتى مجرد محاولة فهم جديدة للحالة بحيث تؤدي لتصور معين مختلف عن التصور الذي يحملونه.
ولكي نحاول أن نصور المسألة من وجهة قابلة للنظر بالنسبة للقارئ العربي البعيد عن مؤثرات الغرب بحكم عدم وجوده في بلد غربي، ولا يعرف عن الغرب سوى الأخبار الواردة عبر وسائل الإعلام، لا بد من التأكيد على أن مجرى التصور ليس له قاعدة واحدة ثابتة، بل هناك وجهات مختلفة، ولكن على الرغم من اختلافها، إلا أنها لا تحيد بالضرورة عن صورتنا النمطية في الأذهان. إن هذه الصورة النمطية بما تحمل من رواسب الخيال المتكرر عبر قرون متعددة، قد تلقى تحوراً طفيفاً، مناقشة متجددة، وسطوع ضوء يحاول أن لا يكرر نفسه، لكنها للأسف ـ إن لم أقل متشابهة ـ فإنها في الواقع تتبنى المصدر نفسه المتجذر منذ قرون، وكأن صورتنا ووضعنا الفكري والاجتماعي والسياسي هو نفسه في زمن مواجهة الحروب الصليبية، بل وحتى زمن التدخل الاستعماري القريب.
إن المجتمع الغربي مع كل حالة وحادثة تطول مجتمعاتنا العربية الإسلامية (وهي عندهم سواء متداخلة ولا أعني المفردتين فحسب، بل المنحى العقائدي والذهني) لا يبحث عن مسببات الوضع الجديد، لأنه ببساطة ساذجة يحيلها إلى جملة المعتقدات المترسخة في ذهنيته المبنية على أسس لا تتغير، حتى لو كانت مجحفة وغير واقعية بالمرة سواء بإدراك أو غيره. فكما يقول المفكر والروائي خوان غويتسولو في معرض حديثه في كتبه المختلفة عن المشرق وعلاقته بالغرب:" إن تصور الغرب لا يخرج مطلقاً عن كل تلك التصورات والكليشهات النمطية التي لا يختلف فيها فكر ابن القرن الحادي والعشرين عن الغربي في القرون الوسطى زمن المواجهات السياسية الدينية، وكأن الحال هو نفسه بصورة مستنسخة لا تختلف سوى زيادة التهويل والتوابل المضافة بقصدية أو دونها".
قبل أيام وفي ضوء ندوات دعيت لها كانت في مسألة النقاش عن الحريات والصحافة وتأثير المعتقدات والبنى الدينية الجديدة في أوروبا، وهو نقاش دائم منذ عقود نتيجة لتزايد التأكيد على خطر الهجرة والإسلام والمعتقدات العربية على أوروبا، سمعت من الآراء لمفكرين ومثقفين غربيين ما يمكن أن تقرأها في أية رسالة لمتدين من محاكم التفتيش المسيحية في القرون الوسطى، مع اختلاف بسيط ولكنه أمر خطير ، وهو أن المفكر المعني في هذه النقاشات له من الوسائل ما يدعم آراءه المجحفة بشكل مخلوط فيه الواقع الحقيقي لعالمنا العربي ـ الإسلامي وما يجري فيه من أحداث و وقائع خارجة عن مغزى العالم نفسه. ولكن المفكر نفسه ببساطة تامة لا يفرق بين حالة وأخرى، فالكل برأيه يدخل في بوتقة الانصهار ذاتها، لدرجة أن تصورات الأغلبية منهم تتخيل الأمر بصورة كاريكاتورية حقاً، ولشرحها بصورة أكثر وضوحاً، يمكن للقارئ تخيل هذا المفكر وهو يتحدث عن ضرورات التغيير في مجتمعاتنا بحيث تقضي بالمرة على فكرنا الرجعي المتقوقع في سباته والذي لم يخرج بعد من حالة مجتمع القرون الوسطى. أتصور الحالة وأنا بينهم, أن المفكر نفسه وهو يتحدث عن وضعنا بجهل تام ليس أمامه من صورة سوى ما درجنا على رؤيته في الرسوم المبتكرة عن وضعنا في الصحف والتلفزيون والسينما وهو: "رجل معمم تجري وراءه نساء عديدات، يقود جمله، وهو حائر في كيفية الوصول لخيمته". لنكن على علم بالواقع فحالتنا وتصورنا من قبلهم لا تخرج عن نمطية الجاهل، المتخلف، المنقطع الصلة عن الحضارة، وهي صور تتلون وتتغير ولكن فحواها واحد.
قلت في الأول إن الحالة بالطبع لا تجمع كل فئات الغرب، وتصورهم يختلف بدرجات.
فاليميني المتطرف الذي يتخذ هذه الوسائل لتأكيد آرائه ونظرياته عن مجتمعات مثل مجتمعاتنا لا يعرف بالضرورة عنا أي شيء سوى من خلال آراء وقراءات هي في الوقت نفسه القراءات المتكررة ذاتها منذ قرون، وغايته واضحة في زيادة التشاحن والتصادم والنفور. بينما الجانب الآخر من المفكرين المعتدلين وهم وإن اختلفوا في تصوراتنا وتقاطعوا مع وجهات نظرنا وتصوراتنا للوضع، فهم على بينة حقيقية من الوضع وينشدون من خلال كتاباتهم تبيان تصور مغاير عن التصور اليميني المضطرب. من هنا يصبح تصور الآخر المعتدل، الإيجابي نوعاً بتصوره وتفكيره، يحتاج بالضرورة نوعاً من المصالحة الواعية معنا، أي علينا أن نبحث عن الطريق الأمثل لمساندة فهمه لطبيعة ومتغيرات مجتمعاتنا، وأعتقد أن تصور التحاور ونقل الفكر العربي ـ الإسلامي المتنور بشكل وبآخر أفضل وسيلة للمناقشة والوصول والتحاور من محاولات التشكيك والتناحر والتهديد والمطالبات العسيرة التي يتبناها الجانب المتشدد فينا، وهو الذي علينا مراقبته كذلك والحد من خطورته المتزايدة كل يوم، مثلما علينا الانتباه بالدرجة نفسها للآخر الغربي المتطرف.
من بين ندوات التحاور بين الغرب والإسلام التي أحضرها بين فترة وأخرى، أذكر هنا جملة قالها أحد المستشرقين في بيان الحال الواقع في درجة التحاور من الاختلاف، وهي تصور بصورة واعية الشرخ الحقيقي للعلاقة بين العالمين، يقول المستشرق:"إن علة الغربي (الأوروبي) ليس في أنه لا يفهم طبيعة ومعتقدات الإسلام والمجتمعات الشرقية، بالطبع هذا حقيقي، ولكن العلة الكبرى هي في أن الغربي لا يريد بطبيعته أن يفهم أو يسعى لفهم هذه الطبيعة ومحاولة الوصول لإدراكها، وهنا مكمن الحالة".
إن جملة المستشرق ضرورية وحاسمة في هذه الحالة وتصوِّر الوضع الحقيقي، ولكن مع بعض الإضافة التي أشير إليها هنا؛ وهي أن جزءا من مجتمعاتنا لا يزال يعتقد ويحارب في الاتجاه نفسه الذي يتخندق خلفه المتشدد الغربي، أي أن جزءاً كبيراً من مجتمعاتنا لا يزال تقف بدرجة المتفرج نفسها ولا يسعى حقيقة لفهم الغرب ومعتقداته، لذا يقع في الخلل والسلبية نفسها التي ننتقدها لدى الغربي المتطرف.
إن طبيعة الفكر اليوم، كما يقول أحد المفكرين، لا تكمن في نظرية فكرية جديدة أو استنطاق لمفهوم مغاير، بل في درجة الوعي بطبيعتنا المتناقضة والوصول بها إلى نقطة التفاهم بعيداً عن حساسية التصور الخاص والتشدد المبني على الأنا دون الآخر.
الخميس 16 مارس 2006 العدد 4539

الثلاثاء، 26 مايو 2009

La poesía que se hace en Irak / Entrevistar con Abdul Hadi Sadoun


"La poesía que se hace en Irak

se basa en la dictadura, la guerra y la muerte"



El escritor, que se autoexilió hace 14 años, participó anoche en la jornada inaugural de los Encuentros 'PoeticAL'


Diego Martínez / Almería.es Actualizado 12.05.2009

Este poeta, traductor y periodista nacido en Irak en 1968 inauguró ayer las Jornadas Internacionales de Poesía, denominadas PoeticAL que organiza la Universidad y el Instituto de Estudios Almerienses. Habla un español perfecto y ha vivido en primera persona la dictadura de Sadam Hussein. Lleva viviendo en España más de 14 años y se siente feliz en este país, aunque el resto de su familia está en Irak y otra parte repartida por el mundo. Sadoun tiene otros once hermanos con los que se comunica cada vez que puede.


- ¿Qué momento vive hoy día la poesía en Irak?


- Irak ha sido pionera en la renovación de la poesía árabe. Hay que reconocer que últimamente han surgido generaciones nuevas que hacen poesía social, que tratan sobre las circunstancias del país, el ser humano bajo la ocupación, la guerra, pero ante todo, lo más importante es que la poesía sigue viva. Eso nos da esperanza de que Irak, que ha sido siempre país de poesía, seguirá siéndolo.


- ¿Qué temáticas suele tocar la poesía que se hace en su país?
- Allí también está la poesía de lo cotidiano, pero aparte de eso, podemos destacar que en la poesía iraquí moderna se habla de temas de actualidad. El triángulo de la poesía iraquí es la guerra, la dictadura y la muerte. La mayor parte de los poetas hablan, discuten y escriben de estos temas porque son eternos y muy cotidianos.


- ¿Los nuevos creadores de Irak como vivieron bajo la dictadura de Sadam?


- En tiempos de la dictadura en Irak, la cultura en general y la literatura en particular han pasado momentos muy difíciles, porque se produjeron grandes persecuciones y el que decía que era escritor lo tenía complicado, por lo que había que camuflar los textos para hablar de algunos temas. La mayor parte de los iraquíes se exiliaron y otros se autoexiliaron como es mi caso a otros países y otros muchos fueron expulsados por el régimen, puesto que algunos murieron en la cárcel o ahorcados.


- ¿Usted tras la muerte de Sadam ha intentado volver a su país?


- Lo he intentado varias veces, pero no he podido entrar. En el tiempo de la ocupación americana estuve en la frontera, pero al final, no entré por las guerrillas que se producían y temí por mi vida. Pero estoy muy al tanto de lo que ocurre en mi país, tanto por mis amigos como por familiares.


-Todas las dictaduras son malas. Usted que la ha vivido. ¿Cómo era la de Sadam Hussein?


- Creo que Sadam es un ejemplo destacado de una de las dictaduras más duras del mundo. No hay comparación alguna de la dictadura de Sadam con otras de países sudamericanos e incluso africanos. Sadam era un caso aparte, porque él se mostraba como un líder con todo el pueblo bajo sus pies, pero es más, creía que sin él nunca hubiera habido un Irak, cuando era una civilización con más de 6.000 años. En su tiempo, uno llegaba a tener miedo de la propia familia. No confiabas en nadie.


- ¿Cómo han tratado el tema de la religión los poetas de Irak?


- La verdad es que escribimos de todo. Tengo muchos amigos perseguidos en países árabes por escribir de temas religiosos, por criticar algún aspecto.


- Pero la religión es algo que en los países árabes es algo primordial.


- La cultura islámica es diferente de la religión islámica. Muchos poetas amigos míos de Occidente han viajado conmigo a países árabes y han quedado impactados de lo que han visto. Los occidentales tienen un concepto, que entra a formar parte de los tópicos, de aquello que quieren mostrarnos, pero la realidad es más bien distinta. La cultura es el camino para entendernos, mucho más importante que la religión y la política. A través de la cultura podemos entender a otras sociedades.


- También se escribe mucho sobre literatura erótica.


- En los últimos cinco años se han escrito bastantes libros y novelas sobre temas eróticos, y algunos son muy interesantes. Antes no había necesidad de escribir sobre estos temas por ser tabú, pero de repente descubres que la literatura erótica ya se hacía en época de los griegos, pero es que los árabes de aquel tiempo escribieron la mejor literatura erótica. Es una herencia que no es ajena a nuestra sociedad.


- También hay un incremento de mujeres que escriben en los países árabes.


- Sin duda. En Irak o Siria y otros más del mashreq, que son países moderados, se ha producido un incremento de mujeres escritoras. En las últimas dos generaciones la mitad de los poetas son mujeres.


- En su caso usted se autoexilió a principios de los años 90.


- Yo viene huyendo de Sadam, pero tenía que buscar una salida oficial y lo conseguí. Encontré la Universidad Autónoma de Madrid que me permitió estudiar Filología Hispánica. Me daba igual el país de acogida, porque lo que me interesaba era salir de un país donde no me dejaban escribir.- ¿Usted es feliz en España?- Soy muy feliz por la libertad que tengo aquí. Nunca puedes ser feliz mientras estás fuera de tu país. Vivir fuera de tu tierra, es como vivir con una cabeza partida en dos, con lo cual la mitad está en Irak y la otra mitad está en España. Pero me gusta este país mucho para residir.

Se publicó la entrevista también en:

http://www.webislam.com/?idt=12953






الجمعة، 22 مايو 2009

مهرجان الشعـر العالمي.. في ليل البحرين





مهرجان الشعـر العالمي.. في ليل البحرين





حمدي عبد العزيز

أضاء الشعر أرواح عشرات الشعراء والأدباء العرب والأجانب، الذين حضروا احتفالية: "مهرجان الشعر العالمي"، الذي تنظمه أسرة الأدباء والشعراء بالبحرين تحت شعار: "بالشعر نضيء عتمة الليل"، خلال الفترة من 25 وحتى 29 أبريل الجاري.
وتضمن برنامج الاحتفالية التي أقيمت بمقر أسرة الأدباء بالعاصمة المنامة -ويليها عدد من الأمسيات الشعرية في مختلف مناطق البحرين-: كلمة أسرة الأدباء والشعراء التي ألقاها رئيس الأسرة الشاعر والناقد إبراهيم بوهندي، وقراءات شعرية للشعراء أحمد العجمي (البحرين)، وعبد الهادي سعدون (إسبانيا)، وأندريا كوتي (كولومبيا)، وتوزيع شهادات إبداعية للأديبين عبد القادر عقيل وفوزية السندي، وتكريما لوزيرة الثقافة والإعلام بالمملكة.
وكانت أسرة الأدباء قد درجت على الاحتفاء بلغة معينة كل عام، حيث شهد مهرجان العام 2006م مشاركة شعراء من فرنسا، والعام 2007 مشاركة شعراء من روسيا، والعام 2008 مشاركة شعراء من إيران، فيما يشهد مهرجان هذا العام احتفاء بالشعر المكتوب بالإسبانية بضفتيه اللاتينية والأوروبية.
الحضـور متخفيـا!
أشار الشاعر والناقد إبراهيم بوهندي إلى أن دول العالم تحتفل باليوم العالمي للشعر من خلال إقامة المهرجانات الشعرية بدءا من يوم 21 مارس وحتى آخر يونيو، وذلك بناء على توصيات منظمة يونسكو، مضيفا أن احتفال البحرين به كان يقتصر في السابق على المشاركات المحلية، حتى العام 2006 م عندما قامت أسرة الأدباء باستضافة شعراء عرب وأجانب حيث شارك في مهرجان الأعوام الثلاثة السابقة شعراء من روسيا وفرنسا وإيران، ويشارك في المهرجان الحالي شعراء من كولومبيا وإسبانيا.
وأكد بوهندي أن أسرة أدباء وشعراء البحرين تسعى إلى ترسيخ التجربة وتعزيز دور الأدب والشعر في الساحة المحلية، وذلك من خلال إقامة الأمسيات والصبوحات الشعرية في أماكن مختلفة من المملكة على مدار ثلاثة أيام حيث سيقوم الشعراء البحرينيون والضيوف بقراءة أشعارهم على جمهور متنوع داخل جامعة البحرين وجمعيات ثقافية وسياسية.
حافـة الفـن
الشاعر والناقد جعفر حسن قدم تعريفا للشاعرة الكولومبية أندريا كوتي بأنها: "ولدت في مدينة بارانكا بارميخا 1981، وسافرت إلى فنزويلا، وتنقلت في شطر كبير من دول أوروبا الشرقية، ثم استقرت للعيش والتدريس في الولايات المتحدة، حيث تدرس موضوع العلاقة بين الصورة الفوتوغرافية والشعر، وحصلت على جائزة ستدوغا الدولية للشعر عن كتاب "ميناء متفحم"، وهي عضوة في مهرجان مدلين الشعري العالمي".
وأضاف: في البعيد لوح المتقاعدون لبنيتو ردوندو
وبقي في الكهف مشغولا بأحلامه
على الأرصفة تاه شاعر
وجون كازنوفا يغني لا تبحثوا عني
خطوط الحناء على يد المسافرين
تحت العتمة
بينما الضوء يقلم أظافر العالم
تنشدنا الشعر
أندريا كوتي.
وقد قرأت أندريا من قصائدها: (خوف)، و(ليلتي معك)، و(بيت فارغ)، و(رؤية المطر)، و...
(لا تلمسوا حافة الفن):
لا تلمسوا حافة الفن
فمنها يخرج الحب إلى العالم
عندما يحلق بنا الحب
تتكلم السحب
ويحضر الوطن.
أغان للحريـة
وبمناسبة صدور ديوانه الثاني عشر، قرأ الشاعر أحمد العجمي (البحرين)، بعضا من قصائد مجموعته (عند حافة الفم)، ومنها:
(هدوء)
من خلال الزجاج
ألمح العصافير
ماذا أقول عن طيرانها؟
هلوسة، خيانة، ترنح في الخوف
لا
ليس بهذا الصخب تتماوج الأجنحة
لنقل إنه اللعب من الجهة الأخرى
حيث تهب الحرية قلبها
لأي نشيد صاف
لأي شفة قابلة للاشتعال
(أعرفها)
مذاقها يدخلني في السكر
كيف أنسى لسانها
الحرارة التي ترفع الفضاء
إلى الفم
منسية، مشعة، أو مبللة
وآتية من البحر
أو مكان أرفع من الرغبة
لكنها الحرية تبقى دوما
فاغرة روحها الرشيقة
لتحرضني على الكتابة بالماء.
(أريد أن أتنفس)
أيها الألم،
اتركني على هذا الجيل
على كتف الفراغ
لا أعرف وقتا أستيقظ فيه
أو أنام
الأمواج التي تسمعها
في السماء، وفي ما وراء اليقين
هي دقات قلبي
هي الشفة التي بللتها
بسراب الحرية
برائحة شمس مهجورة
(هناك أمل)
حتى أنسى
أجرب الشمس والألوان
لا شيء معي
لا ملاحظات للفراشات
يغني العصفور وحده
بعد ممارسة الحب
قل أيها الساحر
متى تنزع الحرية قناعها
وتنهض من جديد،
رخيمة، خلاسية
وتسحر الفم؟
درس القهقهـات!
وقدم جعفر حسن للشاعر الإسباني من أصل عراقي عبد الهادي سعدون بالقول إنه "من مواليد بغداد 1968 م، ويقيم بإسبانيا منذ 1994م حيث يدير مجلة (ألواح) المختصة بأدب المهجر، وله مجموعات شعرية منها: تأطير الضحك، ليس سوى ريح، عصفور الفم، الكتابة بالمسمارية، اليوم يرتدي بذلة ملطخة بالأحمر، انتحالات عائلية".
ويصف مقدم الحفل الشاعر الإسباني بأنه:
يصغي لحكمة العصافير
في التيه
يبرعم شجر المعنى
عن دجلة
أو ما يشبهه
ويقرأ سعدون من قصيدته (درس):
علمني أبي واحدا من دروسه المكررة
ألا أنسى الابتسامة معلقة على الوجه
...
بعد أعوام متذكرا لعبة الأب
لم أترك إرثا حقيقيا
لابني الذي لم يأت بعد
غير هذه القهقهات
المرسومة بحبر أسود.كما يقرأ من قصيدته (الموت):
عندما أموت سأكون مرتبكا وحيدا
كما كنت دائما!
لا مجال للمعاتبة أو الهرب
...
دعوا بلدية المدينة تتولى أموري
فمقبرتها للغرباء والوحيدين مثلي.
جنـاح الشعـر
في ختام الاحتفالية قامت أسرة الأدباء بتقديم "جناح الشعر" للمكرمين على هامش المهرجان وهم: الشاعرة فوزية السندي، والقاص والروائي عبد القادر عقيل (البحرين)، الشاعرة أندريا كوتي، والشاعر عبد الهادي سعدون، كما قدم الشاعر إبراهيم بوهندي رئيس أسرة الأدباء درع تكريم للشيخة مي الخليفة وزيرة الثقافة والإعلام تقديرا لجهودها في دعم الثقافة.
وأثناء التقاط الصور التذكارية للمكرمين، اختتم الشاعر جعفر حسن الاحتفالية قائلا: "لكم هذا الهواء، ولنا ذاكرة النوارس، نلتقي بعد عام حين يكمل الشعر دورته ليضيء هذا العالم".

الخميس، 21 مايو 2009

الترجمة : الخيانة المُحببّة


الترجمة : الخيانة المُحببّة


عبدالهادي سعدون / إسبانيا

مجلة أفق


عندما أخذ الأدباء المحدثون العرب فكرة الخيانة عند الحديث عن الترجمة ، إنما توصلوا بها عن طريق خاطئ ، وإن كان في المحصلة سيؤدي الغرض ذاته ، وهو الحديث عن ثنائية (الخيانة ـ الأمانة) في النص المترجم .إذن هل هناك خيانة مختلفة؟ قطعاً سيكون الجواب : كلا . لكن هل الترجمة عملية أمينة تماماً ، بالطبع لا ، ولكن لماذا نورد هاتين المفردتين ما أن يتم الحديث عن الترجمة والنصوص المترجمة من لغة أجنبية إلى لغتنا العربية ، وبالمثل ما يفعله الآخرون بترجماتهم من لغات أخرى إلى لغاتهم الأم . عندما أصبحنا نتحدث ، خاصة في منشوراتنا المعاصرة ، عن تلك الجملة السحرية (المترجمة بدورها) : "الترجمة خيانة للنص الأصلي" ، فإننا في الواقع استخدمنا تعبيراً شائعاً في اللغات الأوربية ، دون إدراك مغزاه ، أقول هذا للذين لا يتقنون لغة أخرى غير العربية ، وأمثالهم كثر وقد كتبوا في المسألة مقالات عديدة دون العودة للحديث عن اللعبة اللغوية نفسها التي أدت لهذا الاشتقاق ، هذا دون الإخلال بمسألة البحث عن الأمانة من عدمها في الحديث عن النصوص المترجمة ، لأنها مسألة حيوية بقراءة النص الأصلي ومقارنته بالمترجم ، ولا أقول مسألة قطعية حاسمة ، لأننا في النهاية نترجم بأكبر قدرة من الوعي بالنص نفسه ـ مع أستثناءات تطرأ في نموذج وآخر ـ بغض النظر عن محصلة كون الترجمة رديئة أم متمكنة .في تلك الجملة السحرية (هل الترجمة خيانة) للنص ، المنقولة لنا مترجمة بدورها عن لغة أجنبية ، تكمن اللعبة . إن من له معرفة بلغة أوربية ، أقصد (هندو-أوربية) ، ومنها الإسبانية التي أبني عليها تصوراتي عن الترجمة ونماذجها التي سأستشهد بها وأعرف بها ، يعلم بأن مفردتي ترجمة وخيانة لا تفرقان باللفظ الظاهر وإن أختلفتا بالزيادة أو النقصان بالحروف الوسطى . هذه الجملة التي أتت عن كاتب أو مترجم فرنسي أو إيطالي (لا أذكر تحديداً) هي مقاربة للفظ في الأسبانية وأحسبها كذلك بالإنكليزية ، اتخذت من المقارنة لعبة لغوية أرادت بها مدخلاً منبهاً وطريفاً بالوقت نفسه لمدى التقارب والابتعاد فيما بينهما . ومثلها يمكن القول عن المسافة الفاصلة بينهما ومدى إدراكها . الجملة بالإسبانية تذكر كالتالي :( Es una Traduccion o una Traicion ) أي هل هي ترجمة أم خيانة . والكلمتان المسودتان تشيران إلى التشابه ما بين الكلمتين ، وإن جاء لفظاً ظاهرياً دون المعنى بالطبع . هذه الجملة فتحت المسوغات للكل بالإدلاء بدلوه وكأن المسألة محسومة قطعاً ، وقد قرأت كتباً ودراسات بهذا الشأن وكأن دراسة علم الترجمة لن تخطو خطوة دون جعل هذه الجملة السحرية ركيزة أساسية في البحث .أعترف هنا بأنه ليس الترجمة وحسب هي خيانة مسبقة للنص ، بل أجدني أتحيز إلى أن أي نص مكتوب هو في حقيقته خيانة لنصوص سابقة مكتوبة ، دون الدخول في مسألة أصالة النص أو رداءته ، لأن الحالة تبقى في درجة التذوق والإدراك . ولكني أضيف هنا بأننا نكتب النصوص الإبداعية لرغبة وحاجة داخلية ولكنها تبقى رغبة محببة على صعوبتها ، من هنا يمكنني أن أضيف إلى أن الترجمة هي خيانة ولكنها خيانة محببة مرغوب بها وضروية وكلنا نلجأ لها ولا نستطيع الاستغناء عنها . بمعنى آخر : هي الخط الموصل بين محصلتنا المحلية ومعرفتنا بالآخر بمحصلته الأخرى . من هنا يكمن الفرق بين المعرفة المقننة والمعرفة المنفتحة ، أي ما بين التحصيل المنقطع عن التحصيل المتواصل ، أو كما قيل ذات مرة بأن الترجمة "هي في الجوهر خطابا آخر . إنها تقوم على الاستيعاب والتمثل وعلى إدراج الآخر في الذات" ، ولعلنا نتفق جميعاً بأنها إشارة ذكية للذات المبدعة بتمثلها الصحيح للآخر ، ولعل الترجمة أداة ناجعة ومدركة لها .الإبداع والترجمة : آراء وشواهد . أجدني مهتماً هنا بالترجمة بوصفها كتابة ثانية ، مثله اهتمامي بالكتابة بوصفها ترجمة ذاتية مغايرة . من هنا أحاول وضع تعريفات خاصة بي للمفردتين (الترجمة ـ التأليف) قد تجد القبول أو الرفض . فالتأليف : ترجمة عن نص ضائع ، أو لا وجود له أصلاً قبل تدوينه ، مثل نص متخيل . بينما الترجمة : عملية إعادة تأليف أو كتابة عن مخطوط موجود أصلاً ، يحتاج فقط إعادة النظر به عند نقله من لغته الأم إلى لغة المترجم نفسه ، أي السعي لكتابة المخطوط الأصلي مرة أخرى ، بكلمات متشابهة وإن كانت بلغة مختلفة . وبالمثل يمكننا توصيف التأليف على كونه : حيازة قالب طيني بلا ملامح وعليك أن تصنع منه شكلاً مقنعاً بأية هيئة ترتضيها لطالما ستكون الصاحب والمسؤول عن هذا الشكل . بينما الترجمة تكمن في : امتلاكك القالب نفسه مع نماذج بارزة عليك تقليدها ، أي تشكيل قطع القالب بما يماثلها ، ولكن ليس بالضرورة أن تكون مطابقة لها تماماً . بالمسار نفسه أستذكر بورخيس عندما منح الكاتب ـ المؤلف صفة الصانع بقصته الشهيرة تلك ، أي الخالق لنصه ، واضعاً إياه بمرتبه الإله أو الفنان المتمكن من أدواته ، إن المترجم سيكون بمرتبة أخرى في الحيز نفسه مع إضفاء صفة الحرفي Artesano عليه ، ولعله أكثر قرباً من هذا التعريف لأنها لا تنفي قطعاً منحه صفة المبدع لنصه المترجم أيضاً . من هنا كذلك نرى أن العديد من المترجمين ، خاصة العرب ، يقعون في هذه الخانة من التعريف ، أي يمتلكون شرط الكتابة ـ الإبداع ويمتهنون في الوقت ذاته الترجمة كحرفة مساعدة أو تغاير ممكن في أدواته الإبداعية . بالطبع دون أن ننسى التذكير بأن مترجمين عرب يقفون بصفة مترجمين لا غير ، ومع ذلك لم يقعوا بعد في مأزق المهنية الجافة التي وصل لها المترجم الأوربي المحترف منذ سنين . وللدليل على هذا ما يزال العديد من المترجمين العرب يعتبر ترجماته بمثابة نتاج شخصي له لإدراكه أهمية ذلك في وسط عربي يقل فيه أمثاله ، بينما يكون المترجم الأوربي وغيره قد تخلصوا من هذه الحساسية منذ زمن طويل وأصبحت الترجمة لديهم بمثابة عمل وظيفي خالص .من النماذج البارزة لدينا ، يقف الراحل جبرا أبراهيم جبرا في مرتبة المبدع ـ المترجم في آن واحد . ولعلنا جميعاً يعرف أثره في الرواية العربية وكذلك دراساته النقدية ، يضاف لها اهتماماته بالترجمة عن الإنكليزية لأعمال خالدة في الآداب العالمية كما عليه أعمال شكسبير و فولكنر ، ولكن في كلا الحقلين كشف عن توجه حقيقي وإبداع متمكن في الطرح والاختيار . ولعل التقارب ما بين الاثنين واندماجه فيهما ، وإن كان موضع نقد في أحيان كبيرة ، إلا أنه كان واعياً للعملية نفسها . ولعلي هنا أستذكر واقعة طريفة جرت بترجمته لخرافات أيسوب التي أشاد بها الكثير ، وفيها يندمج بتمام الوعي المبدع فيه مع المترجم ليضم نصاً خاصاً به بين نصوص الخرافات نفسها ، ليصبح نصاً أيسوبياً ، وإن أراد له أن يكون نصاً منتحلاً لإغواء لعبة التأليف واقترابها اللصيق بالترجمة . ولعل نموذج الراحل غائب طعمة فرمان شبيه تماماً بجبرا إبراهيم جبرا في غزارته التأليفية وريادته في الأدب العراقي المعاصر ، وكذا تراجمه عن الروسية إلى درجة أن أصدقاء له حاولوا تصنيف أوراقه غير المنشورة بعد موته فوجدوا صعوبة تامة بفصل كتاباته عن ترجماته التي اختلطت ببعضها ، لدرجة أظن بها مقصودة من قبل غائب ، و أراد لها ذلك عن نية مسبقة ، وظني هذا لمشاركة شخصية أن تكون النية كذلك وإن لم تكن ، وهذا لا يعدم في ظواهر أدبية عديدة .ومن النماذج المقاربة لهدف الترجمة والكتابة المباشرة ، أذكر هنا في الإسبانية نموذجان بارزان أحدهما قديم والآخر معاصر . ففي رائعته (الدون كيخوته) يلجأ ثربانتس للعبة الترجمة كحل مقنع أمام قارئه لذكر مصادر مغامرات الفارس وتابعه سانشو . هذا الإنتحال المدهش ، لا سيما في الجزء الثاني من الرواية ، يجعل فيه مخطوطاً عربياً لشخص أسمه سيدي حامد بنجلي مصدر حكاياته المتعددة ، إلى درجة أنه يسرد وقائع العثور على الوريقات وبحثه عن موريسكي يتقن اللغتين لينقل له وقائع ما لم يجده في أي مصدر أسباني . هذا المفتاح (ترجمة المخطوط) الذي هو في الوقت نفسه لعبة أدبية بليغة وسابقة لعصرها ، جاءت لدواعي عديدة أهمها : الإيهام الذي جرى عليه في أغلب فصول رواياته ، وليمنح القارئ الحل ، وله شخصياً الاستمرار بكتابة الجزء الثاني بعد أن أعلن عن نهاية الرواية تقريباً في جزئها الأول . إذن مدخله كان البحث عن الفصول الأخرى وترجمتها ومن ثم نقلها لنا كقراء . هذه النباهة ودرجة وعي ثربانتس باللعبة الكتابية ، أدخلت العديد من الدارسين فيما بعد ، ومنهم باحثون معاصرون ، أدخلتهم في متاهة البحث الحقيقي عن مصدر (الدون كيخوته) العربي . ومثل لعبة ثربانتس ، ما أقدم عليه كاتب أسباني معاصر هو ماكس آوب ، عندما نشر أكثر من عمل في المجال نفسه ، لعل أكثرها تداخلاً في الترجمة هو كتابه : مختارات من شعر قتلى حرب الأيام الستة بين العرب وإسرائيل . وفيه ينقل ما عثر عليه من كتابات وأشعار لجنود من الطرفين ماتوا في الحرب ، وكلها قصائد تدعو للسلام ونبذ الحروب والتقاتل . ولعله شط كثيراً بافتتانه باللعبة الأدبية إلى درجة أن وضع أسمه مترجماً ووضع أسم سيدة أخرى ساعدته بإتمام الترجمات ، وفي الكتاب أيضاً يقدم شكره وأمتنانه لأسماء أخرى ساعدته بانجاز العمل . هذا التحايل الممكن واللعبة المنتحلة والتداخل بين الكتابة والترجمة نجد له نماذج أخرى في لغات عديدة حتماً . وهنا أشير إلى أنني مارست (لعبة الافتتان) هذه في غير موضع من ترجماتي عن الإسبانية ، والتي أجد ضرورة الإشارة لها فحسب دون ذكر نماذجها .من الإشارات الطريفة التي أريد ذكرها ما جرى مع بعض المترجمين (أعيد التأكيد بأنني أتحدث عن الترجمات ما بين العربية والإسبانية فقط) ، وهي إشارت قد صنعت ما يشبه إرثاً في البنية السردية العربية ، حتى أصبح من مسلماتها . ففي أوائل الترجمات عن أدب الواقعية السحرية ، ويحضرني هنا مثال أول ترجمة لرواية (مائة عام من العزلة) لماركيز ـ وهي ترجمة رائعة حقاً ـ فعندما يصل المترجم إلى ترجمة نوع من النباتات أو أسماء الحيوانات أو أحد المظاهر الأميركية لاتينية ، فإنه يلجأ لفتح قوسين معرفاً بهذا الاسم أو تلك الدلالة وأحيانا يتركها بين شارحتين ، حتى غدت عند العديد من القراء والكتاب على حد سواء إلى كونها مسألة نهج كتابي جديد في النثر القصصي ، وأتذكر أن كتاباً عرباً قد قلدوا هذا المنحى في نماذجهم القصصية ، واتخذوا هذه البدعة كأنها شرط أو حاجة جديدة داخل النص ، بينما هي في حقيقتها لم تكن سوى إيضاحات من المترجم الذي لم يكن متاحاً له في وقتها ـ حسب اعتقادي ـ معالجتها بهامش في ذيل الورقة . وحالة أخرى ما جاء عليه مترجم نص لإيزابيل الليندي (أيفا لونا) والذي عند وصوله لجزء خاص بوصف مظاهر عرس عربي شرقي ، تلجأ الكاتبة لذكر أسماء بعض الأطباق والحلويات بأسمائها العربية الصريحة ، فما كان من المترجم إلا أن حذفها بترجمته العربية دون الإشارة لها سوى بنقاط متتالية ، ولعله قد فكر بأنها مسميات أميركية لاتينية غريبة وصعبة الترجمة . والحال ينطبق مع نموذج ترجمة كتاب قصصي لماركيز وهو بعنوانه الإسباني : Doce cuentos peregrinos ، التي تعني (12 قصة مدهشة) إذ حار أغلب مترجمو الكتاب بترجمة العنوان ـ هناك ثلاث ترجمات عربية للكتاب وقعت بيدي ـ والصعوبة تكمن في كلمة Peregrinos التي تعني حرفياً (حاج ، مهاجر، مسافر) ، فما كان من الثلاثة إلا أن ترجموا العنوان بما يتوافق مع معانيها السابقة أو حذفها للسهولة وابتكار عنوان آخر . المخرج البسيط ـ الصعب في آن واحد ـ هو في اللجوء إلى القاموس الخاص بأدب الواقعية السحرية والتي يعرف الكلمة بأنها تعني : مدهش أو ساحر . هذه هي كل المسألة .من النماذج المقابلة والتي واجهتني شخصياً أثناء العمل على ترجمة منتخبات من قصص التراث العربي الإيروتيكية إلى اللغة الإسبانية . فالمعروف بأن قاموس مرادفات الأعضاء الجنسية والهيئات الإيروتيكية ووصفاتها العلاجية وتدابيرها الشعبية والخرافية ، هي من الوفرة والمرونة في القاموس اللفظي العربي ومحدوديتها في اللغة الإسبانية، وجمالية التوصيف في القصص هو ما يمنحها تجديديتها وطرافتها والبناء التخييلي على ضوئها . إن معضلة من هذا الشكل تضعك أمام حلين : إما البحث عن ابتكارات جديدة أو النحت وخلق التشابيه الممكنة ، وهذا ما حاولته في أغلب الأحيان للحفاظ على روح النص، أو أن تقتصر على المتداول ، وهو ما لجأت له في أضيق الحدود . كما لجأت بمساعدة مترجم كوبي للبحث عن مفردات الجنس والإيروتيكية الخفية في قاموس كوبا أو دول أميركا اللاتينية ، ومنها خرجنا بمحصلة نافعة . ولكن الكتاب على أية حال خرج وكأنه نص معاصر ، وهذه الحيلة التي اتخذتها في ترجمة النصوص المنتخبة إذ أوردت في المقدمة بأنها رؤية معاصرة لنصوص تراثية قديمة . الحال نفسه جرى معي في ترجمتي لكتاب الروائي الإسباني المعروف خوان غويتسولو المعنون (فضائل الطائر المتوحد) ، فالروائي في فصول الكتاب القصيرة يستخدم لغة المتصوفة المسلمين والنصارى ، ويبني المتن الحكائي بلغة أسبانية ترجع بنا لنصوص القرون الوسطى ، على الرغم من موضوعة الرواية المعاصرة . أمام هذا الوضع كان لا بد لي من اللجوء لترجمتها بعربية كلاسيكية تتخذ من متن كتب التراث العربي والنصوص السردية القديمة نموذجها المماثل ، وهذا على أقل تقدير يقرب القارئ العربي من فهم أدوات الكاتب اللغوية .من جانب آخر عندما أقدمنا على ترجمة كتابي القصصي (انتحالات عائلة) مع صديق مستعرب واجهتنا بعض الارتباكات الجوهرية في النص ، منها على وجه الخصوص كيفية ترجمة قصة (ونين) التي تبني متنها السردي على التلاعب والنحت بهذه المفردة من لهجة العامة العراقية ، كما أن حذفها أو تشذيبها لا مكان له هنا لأن تمتد من العنوان حتى مفاصل التقدم الاستطرادي بمفهوم سياق القص . المترجم يعتقد أنه من الممكن إيجاد ما يخرجنا من متاهتها باللجوء لعامية أهل الأندلس الأسبان الذين يستخدمون ألفاظ مقطوعة أو محورة عن الفصحى الإسبانية بخصوصية لغوية متفردة ، مخرج مناسب ولا غنى عنه ، من هنا يصبح العثور على توصيفات خارجة على المألوف أمر يخدم الترجمة في أغلب الأحوال . والأمر نفسه حصل في ترجمة مقاطع من قصة (مصارعات ثيران) التي يمارس فيها البطل التلاعب بالحروف الثلاثة ( ح ر ب ) بالتقديم والتأخير وحذف حرف وإبقاء آخر ، ومنها تتكون كلمات مختلفة الواحدة عن الأخرى بغرض مقصود في القصة ، إذن كيف نعثر على كلمة تحلينا للقصد نفسه ، وهل نعثر عليها دائماً ، أي هل الحلول السحرية متوفرة دائماً . قطعاً الجواب سيكون : كلا ونعم . وكلاهما حاضر بشواهده .بهذه النماذج وغيرها أريد أن أقول أن خيانات متعددة تجري على جسد النص المترجم ، ولكنها خيانات لا بد منها ، مثلما عليه الترجمة نفسها . هل يعني أن أغلب النصوص المترجمة ناقصة ولا تؤدي فعلها الكامل في النقل من لغة إلى أخرى ، الجواب : نعم . ولكن هل كل ترجمة هي ترجمة ، أيضاً : نعم . وهل كلها ضرورية وهل كلها لا بد منها وهل سنستمر فيها . بالطبع نعم . هذه الخيانات المحببة أصبحت جزءاً منا فأشبعتنا بما يذكرنا بأسماء ونصوص وكتب وقصائد وملاحم وفنطازيات ، ولا وجود لحيواتنا المعاصرة دونها . إن نية ترجمة نص تكفي بحد ذاتها ، ولو كان النص متقن الترجمة سيكون نفعه أكثر التصاقا ومتعة ، ولكن بما أننا تعلمنا من ترجمات جيدة ، فقد تعلمنا أيضاً من ترجمات رديئة . الفعل الحقيقي أننا سنبقى نتذكر طيف الخيانة ، ولكننا سنبتسم بنصف ابتسامة في خلواتنا الشخصية إزاء أية خيانة جديدة معتبرة ونحن نمسد غلافها ونهم بتصفح وريقاتها .الآن ، هل هناك من يجرؤ على رفع إصبعه ليعلن امتناعه عن اقتراف خيانات كهذه ؟

CUENTO


El exprimidor


(cuento de Abdul Hadi Sadoun)


http://www.otrolunes.com/hemeroteca-ol/numero-02/html/cuarto-de-visita/cuarto-de-visita-n02-a02-p01-2007.html



"Me vi prensando vino"
El Corán

Salí del local de Yabbar el zumero, junto a la orilla del Tigris, con un zumo de granada, y acabé en un hotel en el centro de Madrid exprimiendo naranjas toda la santa noche antes de poder regresar a mi habitación.
Una habitación en el piso de un edificio contiguo a viejos edificios que en nada se parecen al legado de los próceres de aquella lejana campaña cristiana que desbarató los turbantes de los hijos de Muhammad I. Luego, sus descendientes, tiraron las casas originarias y edificaron otras con letreros de cinc para datar el suceso. Algunos tuvieron la ocurrencia de añadirle una frase mágica: "Edificio asegurado contra incendios". Nunca los vi arder, a pesar de que algunos tenían vigas de madera revestidas de insecticida anti–termitas (debían de ser las mismas termitas que había en tiempos de Muhammad I). De hecho, la madera, al igual que la cháchara de las viejas y el griterío de los patios de vecino, había contribuido a prolongar su existencia. Y no cayeron.
El que se cayó fui yo, que de un zumo de granada vine, rodando, a dar de bruces con un exprimidor de acero reluciente y un sinfín de cajas llenas de naranjas. O lo que es lo mismo, la tonalidad rosada de aquellos días en la calle Abu Nuwás, entre borrachos, mujeres de vida nocturna las visitantes nocturnos y deslumbrantes Toyotas aparcados junto a la verja que encaraba las luces sumergidas en el Tigris, se volvió de color naranja. Lustrosas y redondas, uno que se llama Pedro u otro que también se llama Pedro las va dejando a mi lado en cajas de madera. Las contamos: "dos, cuatro... trece..." Y empiezo a exprimir, porque es mi trabajo y no he hecho otra cosa desde que salí de los vasos rezumantes de líquido rosado y granado.
Allí estoy yo, al pie de las naranjas. Mi historia ahora es la de las naranjas; y mi oficio, el de exprimir. Allí, en Bagdad, saboreaba el néctar rosado que fluía por mi garganta; aquí exprimo otro, de color naranja, que ya no puedo saborear. Y un mote, "el exprimidor", que se ha convertido en mi nombre a lo largo de los últimos años.
Me imagino múltiples escenas mientras que mis manos desentrañan las orondas naranjas. Pienso, a veces, que ya me he visto haciendo esto en otra parte. Sospecho que tantas elucubraciones e imágenes semioníricas tienen el único objetivo de sustraerme de la rutina nocturna de oprimir naranjas. Noches que transcurren entre bolsas llenas de cáscaras, pañuelos de papel y pensamientos. Cada noche me marco un punto de partida distinto, pero siempre acabo desembocando en el pensamiento con el que concluí el día anterior. Mis manos han adquirido una tonalidad similar a la de la bandera de Holanda. Ya sé que ésta no tiene nada que ver con las naranjas, y así me lo decía mientras regresaba a la habitación del edificio asegurado contra incendios. Puede que haya cosas en Holanda que sí tengan que ver con el color naranja; o puede, simplemente, que a mí me atraiga la idea de ir a otro país. Quién sabe.
Muchas, cuando exprimo, dudo de mis convicciones. Un día me pregunté en voz alta por el nombre del lugar en donde trabajábamos. Pedro se rió y el otro Pedro se rió con él: no podían creerse que, de verdad, no supiera el nombre de mi lugar de trabajo. Les respondí que no había abandonado este sitio desde hacía años, que había perdido la noción del tiempo y el espacio desde que un toro me dio una cornada en una avenida de Madrid. Al día siguiente, uno de ellos, uno de los Pedros quiero decir, me trajo un librito. Me dijo, mira estamos aquí, y dibujó flechas, círculos y letras. Yo miré con atención y traté de captar el nombre como pude (no olvidéis que yo nunca dejaba de estar enfrascado con las naranjas y no podía dejarlas ni un momento si no quería verme obligado a trabajar horas extra). Pedro se empeñó en deletrear el nombre para luego explicarme en detalle su significado. No comprendí, pero al final me di por convencido, como la mayor parte de las veces sin causa convincente, y lo memoricé como cualquier otro nombre. También me guardé el librito en un bolsillo de la chaqueta con la determinación de descifrar sus códigos en una ocasión ulterior.
Como la gente de aquí es como aquellos harraga que venían conmigo en la barca –no les importa ni lo más mínimo lo que tenga que contarles– me paso el tiempo hablando conmigo mismo. Pero mi yo, igual que ellos, acaba dejando de prestarme atención y se recluye en sí mismo, tal y como hacen los demás. Al final me encuentro perpetuamente solo. Por lo tanto, me dedico a extraer el líquido naranja y a conversar (¿con quién?). Los que me oyen piensan que algún espíritu se ha apoderado de mí; pero a nadie se le pasa por la cabeza que pueda estar hablando con las naranjas, que me dirija a ellas, que les ponga los nombres que conozco y otros que me invente. Naranjas a las que doy un pasado, unos rasgos y unas aspiraciones, en un juego que incluye también llenarme los ojos de esquirlas de pulpa como si fuera una espesa gasa que recubriera los cristales de las gafas. Quizás quisiera ver el mundo de otro color. De color naranja. Pero no tuve éxito.
Cada noche elijo una naranja que se me antoje especial, ya sea por tener un sugerente matiz verdoso, ya por ser muy grande, muy pequeña o muy deforme, y la convierto en mi único contertulio nocturno. Si al final consigue salvarse de la sangría, me la llevo a mi habitación de la casa asegurada contra incendios y la dejo en la repisa de la cocina hasta que, marchita, podrida y cenicienta, no tengo más remedio que arrojarla a la basura. Si se me presentase la oportunidad de poder compartir con alguien mis impresiones, una mujer hermosa, un director de banco o un primer ministro por ejemplo, no dudaría en inmolarla en el altar de un exprimidor.
Antes he dicho que, según mis propias suposiciones, fui a caer en este hotel. Pero no sé si fue exactamente así, una caída o una recaída. Porque deambulé de un sitio a otro con mi currículum en busca de un puesto de trabajo y porque los sitios se parecen mucho entre sí, me acabó pasando lo mismo que a mi abuelo, que se creía que todas las ciudades son como Bagdad. Por eso me confundía de tienda y volvía una y otra vez a la misma, a preguntar si necesitaban un empleado. Así que después de ir en más de diez ocasiones a preguntar lo mismo, volví al hotel y, cuando el de recepción me respondió con el consabido monosílabo, me fui; pero al cabo volví pensando que estaba preguntando en un hotel distinto. En una ocasión, cuando ya me disponía a darme la vuelta y enfilar la puerta, el de recepción me dijo: "Espera, el jefe de cocina quiere verte".
El cocinero tenía una inmensa barriga que parecía una joroba. Me preguntó si sabía de zumos de naranja. Entonces, me puse el currículum ante los ojos y le leí mi extensa experiencia en locales de alto postín, empezando por Haji Zibala en la calle de al–Rashid pasando por Ibn Daifa en el Fadal y la tienda de zumos de El Señor Presidente y la heladería Cumpleaños del Señor Presidente y la zumería La Madre de Todas las Batallas, y de un sitio pequeñito que había en la esquina de una tintorería que se llamaba "Apaga la Luz y Ven conmigo". Antes de que pudiera hablarle de la tienda de Yabbar el zumero, la noche en que dejó de vérsele porque unas gotas de su néctar rosado habían manchado la chaqueta de un oficial de los servicios secretos. Se enfadó tanto que le dio una bofetada y le gritó constriñendo mucho las palabras: "¿Sabes quién soy yo?".
Yo estaba por la labor de detallarle mi dilatada experiencia, pero el jefe de cocina movió el barrigón y me hizo un ademán para que me callara. La joroba de su vientre me pareció entonces más alta incluso que mi coronilla. No parecía dispuesto a esperar más y fue a donde estaba el director y le dijo: "Lo necesito a partir de esta misma noche".
Por esa razón me convertí en alguien conocido para la gente del hotel, gracias a un estremecimiento de la joroba del jefe de cocineros, al que no volví a ver hasta varios años después. Todos me decían, sin embargo, que me vigilaba todas las noches sin que yo me diera cuenta. Que se dedicaba a calcular las mondas de naranja en las bolsas de basura y que después medía los litros de zumo para asegurarse de que era un trabajador honrado. Muchas veces hizo la vista gorda ante la naranja que me llevaba por las noches, y tampoco dijo nada las contadas ocasiones en que me marché a la casa asegurada de incendios antes de acabar el turno. Después de cada inspección nocturna veía, complacido, mis instrucciones pegadas al lomo del exprimidor para evitar la pérdida de una sola gota. Acabé pareciéndole una persona digna de confianza, y al cabo de unos años volví a verlo porque pidió que me ascendieran y me mandaran a trabajar con él.
Me cambié de sitio pero no cambió nada. Ahora el número de Pedros era mayor, pero seguían sin hacerme caso. Por lo tanto, me ponía a hablar con cualquier cosa que caía en mis manos. Me dieron una nueva ocupación además de la de hacer zumos, ya que mientras mi mano derecha se afanaba en estrujar naranjas y verter el líquido del exprimidor a la jarra de vidrio, mi mano izquierda aprendió a adornar platos. Pero me daba la impresión de que todas las cosas eran una sola. Más de una vez dejaba la cáscara en el plato y tiraba la pulpa al suelo. El hombre de la joroba en forma de barriga tenía que venir hacia mí para enseñarme a recogerlas de nuevo. Pero yo me equivocaba más. No me movía de mi sitio, es verdad, pero no acababa de saber dónde estaba. Tan pronto llamaba a los Pedros y las cosas con nombres inverosímiles y desconcertantes como me veía a mí mismo con un vaso de zumo junto al Tigris, frente al local de Yabbar el zumero. Los vasos iban y venían y al fondo se podía ver la figura del poeta Abu Nuwás, sentado entre dos palmeras. Yo le decía a alguien que qué calor hace este verano o le decía adiós a otro que iba o venía. Todo ello saboreando el néctar rosa, rechistando la lengua, deleitándome en la noche de Bagdad. Pero como los Pedros mueven la cabeza y me miran desconcertados vuelvo a este aquí y me pongo a hablar con los platos, las cáscaras, y los delantales. Me piden platos de sandía decorada y yo se los doy. Pero enseguida me doy cuenta de que el orden de las rajas de sandía no dice nada y las riego de caldos y salsas. Luego me dicen algo más que no acabo de entender, y me imagino que me están pidiendo una ración de "dedosquemados". Se la preparo en un santiamén, pero ellos lo tiran todo a la basura. No oigo sus chanzas ni sus risotadas porque estoy absorto en las puñadas que me propina el jefe de cocina camino de su despacho.
El despacho del jefe de cocina se parece a casi todos los despachos y habitaciones que hay en este hotel lleno de lo mismo. Cierra la puerta y me dice:
— No les hagas caso, no te escuchan porque quieren quedarse con el relato para ellos solos. Mírame a mí.
Pero yo no le miro. Tengo la mirada ocupada con otro pensamiento que se proyecta en mi mente desde las paredes del despacho. Fotos con poses y paisajes diversos, títulos y certificados con su marco correspondiente. Llevan su nombre y no faltan letras rutilantes que certifican que es el presidente de la asociación mundial de cocineros. Él percibe mi interés y me dice que todos necesitamos decorar nuestras paredes con fotos nuestras, para que no olvidemos la sonrisa y las malas costumbres, para recordar a los demás y poder relacionarnos con ellos todos los días. Al fin y al cabo, nuestras sonrisas se acabarán ajando y nuestras historias, las fútiles y las trascendentes, se confundirán con mondas de frutas y verduras en el cubo de la basura. Luego comienza hablar de una vida llena de éxitos. Se golpea el pecho y dice que Franco era un hombre de verdad, un semental, te lo digo yo, el único que comprendió nuestra debilidad, pero no se lo digas a nadie. Fuerte y robusto, vivió mucho y sólo quiso morir en su cama, ese lecho que le había acogido durante ochenta años seguidos ("¿eran ochenta o setenta? No importa"). Desde entonces voy por ahí con una joroba artificial, tócala, no pienses tú también que es una joroba de verdad, toda ella son secretos sobre secretos, una montaña de certificados, muerte, guerras, ojos cerrados y quemazones que trato de cubrir para olvidar a mi familia. Mi familia, que lo tenía todo para seguir siendo un recuerdo doloroso, no le queda más que plagios y un álbum de fotos y secretos que yo he de ocultar con esta joroba mía. Tócala, para que veas que es verdad. Lo importante es dar la impresión de que eres alguien importante, hay que llenar las paredes de certificados, insignias, presunciones, fotos y sonrisas deslucidas. Me he acostumbrado a todas estas imágenes, ¿entiendes?. Sin ellas, sin estos plagios, no verían la joroba ni me conocerían, y ya no podría controlar, ordenar y gritar. Ni hacer que me escuches, por ejemplo, ni ordenarte que olvides todo y nunca más recuerdes que has estado aquí. Sí, puedes volver al trabajo, pero no olvides que te vigilo. No finjas que olvidas. Puedes robar una naranja todas las noches sin ningún miedo. No se lo diré a nadie, descuida.
Voy al trabajo o a mi habitación con el deseo de medir los kilómetros de los pasos a lo largo de años y años. Palpo todas las noches un croquis regalado por uno de los Pedros empeñados en enseñarme mi ubicación. Pero todas las noches me olvido de hojearlo. Pero recuerdo mi habitación, las paredes y la silla en medio de la habitación, donde me siento a disfrutar del vacío del edificio y el espacio de esa calle que ya no tiene gatos, perros ni gentes. Nada me importa, sólo las paredes de aquel despacho decorado de fotos, certificados, ojos y suspiros entreverados de olas de humo. ¿Por qué tendré que ver la cara del cocinero jefe con su joroba en forma de barriga todas las noches?
Lo acompaño de un lugar a otro, de cóctel en cóctel. Me convierto en su primer ayudante. Me presentaba ante todos como el mejor exprimidor de la ciudad, y antes de dirigirme cada noche al edificio asegurado contra incendios me metía una naranja en el bolsillo de la chaqueta. Pero cada naranja infiltrada en mi bolsillo debilita mis manos y me hace ser menos efectivo. Ya no exprimo tan rápido y las cajas se amontonan; pero ya no me importa. El cocinero jefe me habla pero yo no le presto atención más que con una sonrisa ensimismada. Me dice: "No te hagas el tonto, sé muy bien en qué estás pensando".
Me voy, y cuando lo hago dicen: "Se va el exprimidor". Vengo, y cuando lo hago, dicen: "Viene el exprimidor". Voy y vengo con el cocinero jefe de un lugar a otro. La última vez fue una recepción con rostros famosos, tanto como los que solía ver cada noche. Pero esta vez todos ellos, además de fama, tenían títulos honoríficos, galardones, chaquetas de smoking y rutilantes trajes de fiesta. Voy tras el cocinero jefe de un rincón a otro, decorando, ordenando, señalando, tratando con amabilidad, ladrando. Sigo la estela de su sombra y se detiene en mitad de la sala cerca de un fulgor que conozco bien. Me pide que haga uso de mi experiencia con los artilugios de exprimir naranjas carnosas y jugosas. Me da la orden con un contoneo de su joroba en forma de barriga mientras los otros abren los ojos como platos. Escojo unas naranjas, las parto por la mitad, las dispongo, estiro los dedos y comienzo a apretar. En un principio el zumo da brincos por entre mis manos, trata de sortear esta ebullición de líquido naranja, pero éste va a más y se expande por la mesa, se derrama en las chaquetas, las caras, los ojos abiertos como platos. Los párpados se cierran, huyendo del ardor, la pringosidad y el escándalo ante los flashes destellantes de las cámaras. El cocinero jefe cae al suelo y sólo alcanzo a ver una inmensa joroba en medio del suelo, cubierta por una tela blanca moteada de trazas de zumo naranja, de un color parecido a la que yo supongo debería ser la bandera de Holanda. Yo no me doy cuenta de nada y sigo enfrascado en mi tarea, y los platos se caen, los pies resbalan y las manos se ciernen sobre mí para llevarme tras las cortinas, tras las puertas, tras los edificios. Me llevan para arrojarme hasta un coche en una calle cuyos rasgos se me aparecen nítidos ahora, una calle que, quizás, lleva tiempo, impertérrita, en espera de este momento. Mientras, sólo unas palabras llegan a mis oídos: "¿No sabes lo que has hecho? " Respondo sin salir de mi estupor: "No, no lo sé."
Nada. No hago nada (¿pero cómo podemos dejar que los días pasen sin hacer nada, sin esperar nada?). Huellas dactilares y una firma y después me vuelven a echar a la calle. Y ésta me lleva a la avenida donde la voz se pierde. Otra vez me encuentro en mitad de la habitación, fijando la vista en el vacío. El vacío que hace que deje de pensar en el estante de las naranjas y la pared llena de fotos, certificados y lamentos. Sentado como estoy en medio de la habitación puedo verla con claridad, una placa de metal donde dice que el edificio tiene un seguro contra incendios. Una placa que brilla al fulgor de la farola, insertada con clavos gruesos en el frontal de la pared.
Me levanto y voy a la cocina. De un solo manotazo quito todas las naranjas que hay en el estante.
Y vuelvo al salón con una caja de cerillas.

الأربعاء، 20 مايو 2009



تذكار العصفور


حاتم الصكر


( عصفور الفم ) هو عنوان ديوان الشاعر العراقي المقيم في أسبانيا عبدالهادي سعدون الذي يضيف له الغلاف الداخلي عبارة ( وقصائد أخرى) التي سندقق لاحقا في جدواها وما تشير إليه من ستراتيجيات ورؤى وخطط نصية.
ستأخذنا عتبة العنوان حتما إلى مغزى أو- للدقة- دلالة أن يكون العصفور في الفم ..عصفور في فم شاعر ستعني في مرمى التفسير القريب الذي تصله كل يد أنه يطلق غناءه العصفوري جميلا مبتهجا سعيدا..هذا هو التفسير الساذج الذي أستبطن به قراءة قارئ عابر في طريق القصيدة وليس حفارا في طبقاتها ، مقيما فيها بالضرورة ، معاودا الكر على بنياتها ، ملتذا بتأويل ملفوظاتها، تلك السعادات والملاذ المتوهمة التي يهبها الشعر عبر نص لغوي صوري لا تقل حقا عن الإنصات لزقزقة عصفور، لكن هذا الافتراض سيهدمه وجود العصفور داخل الفم حيث سيفقد الاثنان وظيفتهما الرمزية : العصفور منغمرا بمساحة الفم –مختنقا؟- ، والفم الممتنع عن البوح محشوا بجسد العصفور-جثته؟-.
ها قد افترقت طرق القراءة : هنا نتلمس فضاء حزينا لا بهجة فيه لأن العصفور لا يصدر صوتا والفم منشغل بجسد العصفور، ولكننا سنتعقب الوجود العصفوري في الفم الشعري ، ولا سبيل لذلك سوى اقتناص العصفور في القصيدة التي تحمل العنوان ذاته( عصفور الفم) وهي التي تسيدت الديوان وصار عنوانها عنوانا له ، القصيدة قصيرة لكن موقعها الدلالي ينتشر على صفحات الديوان ، بينما تتقازم القصائد الخمس والعشرون الباقية مكتفية بوصفها الذيلي ، فهي قصائد ( أخرى ) تنزوي بحرف صغير أسفل العنوان الرئيس ، وهي لسانيا تقبع في ظل حرف العطف الذي يلحق وجودها ب( عصفور الفم) ...
العنونة ذات بعد فني ورؤيوي أيضا كما تتفق الدراسات الحديثة بصدد العتبات ، والنسق الذي يطالعنا في رصف وسبك عنوان عبدالهادي سعدون يعيد للذاكرة عناوين الخمسينيات القصصية والشعرية (...وقصص أخرى ) وسنفترض الموقع الخاص لقصيدة (عصفور الفم) من هذا التقديم والهيمنة.
لكن القراءة التأويلية استنادا إلى تلفظات القصيدة ستدخلنا في اتساعات جنسية ، لأن ثمة امرأة صامتة كالعصفور نفسه مكتفية بابتسامة ثم ضحكة
ولا عصفور يأتي في النهاية ، بل هو( تذكار قديم لليلة مرت) كما يقول البيت الأخير القادم بعد فاصل من البياض، لعله الزمن المستغرق في معاشرة تنتهي بمحاولة تقبيل شراشف السرير، فيحال كل شئ إلى الاستيهام والتوهم ، فكما سنعلم أنه لا عصفور يأتي سنقيس مخمنين أن ليس ثمة امرأة ، بل ليس سوى ريح كما ينقل النص عن جلجامش الذي لا يحضر هو أيضا باسمه بل بوصفه الكنائي:

(ليس سوى ريح )سأقول
مكررا كلمات صاحب عشبة الخلود
وأنطرح بثقلي محاولا تقبيل شراشف ا لسرير!

العصفور تذكار قديم لليلةٍ مرت
قصائد الديوان بقسميها الزمنيين بحسب أعوام كتابتها تعتني خاصة بالنهايات ، ترميزا لبكائيات على أشياء ناقصة : وطن مهجور منذ عقود ، وعائلة انفرط زمنها، ونساء يسبحن في ظلمة بلا وجوه –كما في اللوحات القاتمة - ، وطيور وحيوانات تستقدمها الذاكرة من الطفولة والأحلام: نسر ونمر وحمامة –كحمامة بيكاسو المستنسخة عن أسطورة الكون بعد الطوفان: في فمها غصن أخضر صار رمزا لسلام فكاهي لا يأتي إلا في الأحلام والاستيهامات ، فتستقر في عنف الغرنيكا وخرائبها ( جافة لا تطير/ كجثة فرعونية / ريشها الذي يلون الحزن) ..
التداعيات التي تمثل الترابط الوحيد بين بنيات النصوص تهب القارئ شعورا بأن كل شيء منقطع هنا ، في دورة حياة غريبة تسجلها قصيدة أشبه بسيرة ذاتية ناقصة ، ذات عنوان غريب في تفككه اللغوي والدلالي(إحصاء التحول فالميتات بينة)؟:
منذ العام ألف وتسعمائة وثمانية وستين
وأنا أمارس التحول
أعني أداور الجهات في غرفتي
قالوا إن الوالدة أنجبتني مقلوبا
فأبادرهم بالتحول من جهة إلى أخرى
خيط آخر يربط النصوص بالوجود التذكاري هو استعادة المكان( الأول= العراق) بأشكال متعددة : بالمقتبس الافتتاحي الذي يسبق القصائد والمأخوذ من قصيدة شعبية مغناة لمظفر النواب ( جفنك جفن فراشة غض، وحجارة جفني وما غمض) والإشارة في الهامش إلى أن قصائد القسم الثاني (تتخذ من العامية العراقية والألفاظ الأسبانية مرتكزا لها ) فالذكرى تهيمن عبر اختزال الماضي إلى هذه المرائي اللغوية المترسبة في قاع الذاكرة. وحضورها بلا تفسيرات أو شروح -كما جرت العادة- تأكيد على هذا الحضور الرمزي ، فهي أشبه بحروف في لوحة تشكيلية لا تؤدي معنى ، بل تكتفي بأن تزين السطح وتسمه بالروح التفشفية للحرف ذاته..
ولعل أبرز ما يلفت في قصائد عبدالهادي سعدون اتساقها الإيقاعي، فهي فضلا عن انتمائها كلها لشكل واحد هو قصيدة النثر، فإن لغتها تتميز بالمحافظة على انسياب وهدوء ظاهري ، فيما تحتدم داخلها صور شتى للانفعالات ..كما يشجع تباعد مقاطعها القصيرة على البحث عما يربطها عضويا، ولكن أبرز المظاهر الجمالية في الديوان هي النهايات التي تأتي منقطعة لغويا أو دلاليا عن المتون :
الخيميائيون
يالهيئتهم كالمعلم

الثقوب
لماذا يا إلهي؟

النهر
هذه المفردة الجامدة

العائلة
شص سمكة هذه القصيدة

المرأة
هذا الحضور المربك
لا تستجيب هذه النهايات المنتقاة من قصائد شتى لإنتاج دلالات معتادة في النصوص ذات الهيئات المترابطة ، أعني تلك التي تتسلسل سرديا ،فقصيدة عبدالهادي سعدون تنبني على تداعيات يعوزها الارتباط الحدثي الذي تتميز به قصيدة السرد.
هنا تعريفات وخلاصات لأشياء: تقف منفردة في سطر شعري ليتبعها ما يفسرها أو يعرفها..وهي محاولة تثبيت الاستعادات وتعيينها بالأمكنة والأزمنة والشخوص ، لكن ذلك يخدم اتجاه القصيدة صوب بناء عالم متخيل وحلمي(كابوسي؟) عن زمن مضى ، وكأن كائنا آخر يقيم في ذاكرته كما يقيم عصفور التذكار المجتلب من ليلة مرت ..وانقضت يؤطرها العجز عن الإمساك بالزمن أو استرجاع المكان..والذي توجزه هذه الأمنية المستحيلة:

لماذا يا إلهي
لا تخلق عالما خاليا من المطارات
والطائرات
والسفر
والمسافرين
فنجلس عند عتبات دورنا
ولا نتحسر ونحن نرقب الطيور






فيما تتواصل احتفالية يوم الشعر بأسرة الأدباء






الشاعرة الكولومبية الشابة أندريا كوتي و الشاعر العراقي هادي السعدون






الوقت - المحرر الثقافي:قصت أسرة الأدباء والكتاب (أمس) شريط احتفاليتها بيوم الشعر العالمي بإقامة أمسية في مقرها بالزنج بمشاركة الشاعرة الكولومبية الشابة أندريا كوتي والمترجم الشاعر العراقي هادي السعدون في احتفالية شهدت تكريم كل من الشاعرة فوزية السندي والقاص عبدالقادر عقيل. وتتواصل فعاليات الاحتفالية مساء اليوم (الأحد) بإقامة أمسية شعرية ثانية بجمعية المنبر التقدمي بمشاركة ضيفي الأسرة إضافة إلى الشاعرين كريم رضي ومهدي سلمان. وكانت الأسرة استبقت الافتتاح الرسمي لفعاليات المهرجان بعقد لقاء إعلامي صبيحة أمس السبت مع الشاعر الكولومبية والشاعر العراقي، قدما في خلاله بحضور عدد من إدارة وأعضاء الأسرة لمحات من القضايا العامة والخاصة بالمشهد الشعري والأدبي في إسبانبا وفي كولومبيا لجهة الآفاق التي يرتادها فضلاً عن أسئلة اللحظة الشعرية الراهنة. وبدأ اللقاء بكلمة للسعدون طاف فيها على صيرورة تطور المشهد الشعري الإسباني بدءا من إسهام الشعراء المورسكيين العرب اللافت في تشكيل المفردة الشعرية الإسبانية فخفوت ضوء هذا المشهد بالتزامن مع أفول الإمبراطورية الإسبانية أواخر القرن التاسع عشر حتى انتهاء الحرب الأهلية الإسبانية، وصولاً إلى عودة الروح لهذا الشعر بعد سنوات العسر الطويلة. ومن محطة إسبانيا انتقل إلى الحديث حول المشهد الشعري في كولومبيا، معرفاً بعد ذلك بالشاعرة الكولومبية أندريا، وإسهاماتها، ومن بين ما ذكره أنها حازت على جائزتين أدبيتين إحداهما من اليونسكو، كما أنها مولعة بالسفر وتتميز تجربتها بالتقاط اليومي المباشر في قصائد قصيرة تنتمي إلى قصيدة النثر وتتسم في الوقت نفسه بالعمق مع مسحة غموض، فضلاً عن إنجازها أزيد من كتاب نقدي حول أديبات كولومبيات، وهي الآن تقيم في فلادليفا بالولايات المتحدة في منحة تفرغ لدراسة علاقة الفوتوغرافيا بالشعر. وقالت أندريا كوتا إجابة على عدد من الأسئلة من'' الوقت ''تتعلق بمعرفتها بالآداب العربية وهواجسها ككاتبة شابة وأسئلة الشعر في الفترة الراهنة إضافة لأبرز الاتجاهات في الشعر الكولومبي، قالت '' علاقتي مع الشعر العربي علاقة حميمة، كحميمية العلاقة بين الآداب الإسبانية واللغة العربية. لقد كان اللقاء في القرون الوسطى بين الأدبين مؤمناً لعلاقة دائمة وممتدة بين الآداب العربية واللاتينية''. وذكرت في سياق آخر إجابة على أسئلة '' الوقت '' أنها '' تكتب وتبحث في المشاعر الإنسانية في ظل العولمة والهجمة التكنولوجية، بهدف كتابة قصيدة حيوية تعبر هذه المنطقة الإشكالية في عالم اليوم، وتحويلها إلى صفحات أدبية في مختلف الوسائط''. وردت على سؤال الاتجاهات بالقول كخط عام حاسم '' الاتجاهات الأدبية والثقافية في كولومبيا يؤطرها البحث عن هوية وطنية من داخل الموروث بعيداً عن الإرث الإسباني. وفي هذه البلاد بطبيعة الحال هناك خليط من الثقافات والأعراق والديانات. وتمثلت ذروة الخروج عن إرث المستعمر فيما يعرف بالواقعية السحرية، وهي النموذج الكولومبي الأدبي الصافي الذي تجلى في روايات جابرييل غارسيا ماركيز الذي جاء بالملهاة والتراجيديا والتنوع الإثني والتاريخي في رواياته''. وزادت في شأن المشهد الشعري بأن '' التنوع هو سمته الغالبة، هناك نموذج شعر الزنوجة وهو نموذج فريد من نوعه''. وقالت مضيفة ''إن السمة الغالبة لهذا الشعر والمفارقة تعتمد على الحكائية، وموسقة الكلام العادي وكأن الشعر المكتوب كتب من أجل أن يغنى في تشابه واضح مع الشعر العربي''. إلى ذلك تتواصل فعاليات احتفالية يوم الشعر العالمي بعقد أصبوحة شعرية يوم غد بجامعة البحرين بمشاركة الشاعرين الضيفين صحبة الشاعرة فاطمة محسن والشاعر أحمد الستراوي. وتستأنف الأسرة مساء الثلثاء برنامجها بعقد أمسية بمجمع جواد بالبديع ليلى السيد ووضحى المسجن، وتقام الأمسية الأخيرة للفعالية التي تراعا وزارة الثقافة والإعلام بالملتقى الثقافي الأهلي، حيث يلقي أحمد رضي وسوسن دهنيم قصائدهما علاوة على الضيفين




Bahrein poesia


مهرجان الشعر في نسخته البحرينية

أسرة الأدباء تكرم عبدالقادر والسندي وتحتفي بأندريا والسعدون



الزنج - حبيب حيدر
تحتفل أسر الأدباء والكتاب بيوم الشعر العالمي من كل عام على طريقتها الخاصة، فقد دأبت في كل عام على إقامة مهرجان تستضيف فيه مجموعة من الشعراء من خارج المملكة، بالإضافة إلى تكريمها لشعراء ومبدعين بحرينيين من الرواد اعترافاً بجهدهم، وتقديراً لمنجزاتهم الإبداعية، وفي هذا العام تستضيف الأسرة الشاعرة الكولومبية أندريا كوني والشاعر والمترجم العراقي المقيم في أسبانيا هادي السعدون، وتكرم الشاعرة فوزية السندي والقاص عبدالقادر عقيل.وقد ابتدأت الأسرة أولى فعالياتها إيذاناً بانطلاق نسخة هذا العام لمهرجان يوم الشعر العالمي بحرينياً بمؤتمر صحافي أقامته الأسرة بمقرها احتفاء بضيوفها الشاعر هادي السعدون والشاعرة أندريا كوني.ومن جانبه تحدّث السعدون لـ «الوسط» بعد المؤتمر فأشار إلى مدى الترابط بين الأدب العربي والأدب الأسباني فهناك الكثير من المفردات والعبارات ذات الصبغة الشرقية، ما يؤكد على جسور التواصل بين الثقافات وامتداداتها التاريخية. وأشار السعدون إلى تألق الأدب الأسباني في القرن العشرين الذي ابتدأت شرارته مع نهاية القرن التاسع عشر وانتقال أسبانيا من مرحلة كونها إمبراطورية لها ما لها إلى فترة الانحطاط ثم إلى مرحلة الصعود في الثقافة والفكر الأسباني عبر أسئلة أساسية شغلت الإنسان الأسباني حينها من قبيل - من أنا؟ وماذا أريد؟ مشيراً إلى أن هذه الأسئلة ومحاولة الإجابة عليها أثّر كثيراً في التحولات الفكرية والثقافية فكانت هناك أجيال شعرية متعاقبة يمكن رصدها، ثم أشار إلى ارتباط الأدب بالتحولات السياسية منذ كون أسبانيا إمبراطورية حتى حصول الحرب الأسبانية 1934 ودخول أسبانيا الحرب الأهلية التي أدّت بها إلى الدكتاتورية، ما أنتج ضعف التواصل مع أوروبا في المجالات الثقافية والأدبية، ثم الانفتاح الكبير للآداب الأسبانية مع نهاية الحقبة الدكتاتورية وموت الجنرال فرانسيسكو فرانكو، ودخول أسبانيا مرحلة الديمقراطية مما أتاح لها التواصل مع آداب أوروبا والعالم بحيث من الممكن الإشارة إلى أدب أسباني ناجز.وأشار مترجماً لما صرحت به الشاعرة الكولومبية أندريا كوني إذ تحدثت عن خصوصية الأدب الكولومبي وما فيه من مزيج نابع من ثقافات مختلفة وأعراق متشابكة وأديان وجنسيات متعددة مما منحه تنوعاً ملحوظاً، وأتاح له فرصة كبيرة للخروج من المحلية إلى العالمية، وذلك عن طريق السرد الساحر في الرواية وخصوصاً اللمسة الفنية للروائي جابرييل جارسيا ماركيز المؤثرة في الجيل الجديد من المبدعين.وعن استضافتها في البحرين أشارت أندريا إلى أنها دائماً تفضل معرفة الآخر عن طريق السفر والمشاهدة والمعاينة المباشرة عبر الزيارات الملتقيات والمعايشة اليومية عن قرب وليس عن طريق القراءة فقط، وقد عبّرت عن مدى سرورها بتواجدها في البحرين وتعرفها على الشعراء والأدباء البحرينيين والاحتفاء بها في مهرجان يوم الشعر من قبل أسرة الأدباء والكتاب. وتحدثت أندريا عن الشعر الكولومبي مشيرة إلى أن أهم ما يتسم به هو البحث في تفاصيل التجربة اليومية للكائن والتقاط اللحظات الحاضرة دون الانشغال بالماضي. وتواصلت فعاليات المهرجان بالأمسية الافتتاحية المخصصة لتكريم القاص عبدالقادر عقيل والشاعرة فوزية السندي إذ ابتدأ الحفل بكلمة أشاد فيها رئيس أسرة الأدباء والكتاب بدور المبدعبن في إذكاء جذوة الإبداع ودورهم الأساسي في «خلق الثقافة، وثقافة الخلق» داعياً إياهم من خلال هذا التكريم إلى مواصلة مسيرتهم الراسخة في إثراء الحركة الأدبية، كما قدّم شكره لوزيرة الثقافة والإعلام الشيخة مي بنت محمد على رعايتها ودعمها للمهرجان والأسرة.بعده ألقت الشاعرة أندريا كوني حزمة من قصائدها ثم أعقبها الشاعر عبدالهادي السعدون مترجماً وملقياً قصائده هو الآخر بعدهما ألقى الشاعر أحمد العجمي أحرفاً من ديوانه على حافة الفم. ثم قدم كل من المكرمين في الحفل شهادتهما الإبداعية إذ تحدث عبدالقادر عقيل شاكراً الأسرة على هذه الالتفاتة الكريمة وابتدأ يسرد شهادته الإبداعية متسائلاً «ماذا يمكن أن أقول؟ لا أعرف حقاً ماذا يمكن أن أقول... فمنذ العام 1972 وأنا أكتب وإلى الآن أعرف إلى أين وصلت، وماذا حققت، وماذا أنجزت... أعرف أن الكتابة عمل شاق، ومغامرة جسورة، أشبه بالدخول إلى نفق طويل، مظلم، لا نهاية له. الكتابة سفر إلى أغوار النفس البشرية للوصول إلى عتمة القاع.وأضاف عقيل «أعرف أنني أكتب عن نفسي، عن ذاتي، عن أزمتي مع نفسي، ومع محيطي، ومع العالم الذي أعيش فيه، ومع الكون الذي لا أفهمه». وتابع« بالكتابة أحاول أن أفهم نفسي وأفهم العالم وأفك طلاسمه فأجد نفسي أطرح أسئلة تخلق أسئلة أخرى. وجدت أن أفضل السبل إلى تفسير رعب الوجود هو في السفر عبر عوالم الأحلام والطفولة والصوفية والفانتازيا والنصوص التراثية والحكايات الشعبية، وليس عبر الواقع الاستنساخي التبسيطي، وجدت في العوالم البديلة وسيلة لمحو المسافات الفاصلة بين الواقعي واللاواقعي، بين الحياة الشعورية واللاشعورية... بين العالم الأسطوري الموازي للعالم الواقعي... وهكذا تحوّلت كتاباتي إلى ما يشبه الكوابيس أو حالات الهذيان، حيث تنطلق كل الملكات المقيدة في اللاشعور، وتجعل أبطال القصص يقتربون من المدهش والمستتر». وأضاف عقيل «أشعر بأنني إلى الآن طفل لا يعرف كيف يكبر، أو لا يريد أن يكبر، ومعظم ما كتبته هو نتاج السنوات العشر الأولى من طفولتي». وعن دور الكتابة في حياته أضاف عقيل «أجمل ما في الكتابة أنها علمتني أن أكون إنساناً، أن أحب وطني، أحب ناس بلدي، أحب زوجتي وأطفالي وأصدقائي، وأحب دوري في الحياة. الكتابة علمتني أن أعطي دون أن أنتظر مجداً أو ثواباً من أحد، كالنهر الذي يضيع في المحيط، الكتابة علمتني أن أكون خادم القوم ولا أكون سيداً على أحد».ومن جانبها قدمت الشاعرة فوزية السندي شهادتها الإبداعية عبر قصيدة تطوف فيها على مراجيع سيرة ذاتية يكتبها الشعر «أسيجة تنحز ليل الذاكرة، عصي على طفلة لم تحب بعد، أن تصطك بهياكل خرساء تتصل بأضداد لا تعرفها، أن تجابه جبروتاً يسند سادة من مخمل الكراسي، أن تساق بسياط خانعة تتوهم تدريس ما مضى، أن تشهد خرائب تتماهى بخرائب تستولي، أن تصغي لهتافات تتعالى أمام أنقاض تتهاوى... أحيا مؤجلة في عالم أصم كل ما يرتد فيه صراحة الصوت، للطفولة حنكة مريرة، ما أن تنفست نهايات الحروف، حتى تمرنت على فعل الدفاع الأليف، تسريح رنين الصرخة الأولى. ما إن احتفرت أول حرف على هواء ليل حليم، حتى توجعت بما يكفي، لأنتحر ببطء غريب، عليم بحال طفلة لم تمس غير بدء الحبر... بل لم تستكن لمرارة لم تبدأ بعد. صبية ما إن تقتنص غوائل الكتابة حتى تضلل الغواية ذاتها منتشاة بحرفة تصقل الرعد، لتجتبي آخر السحب، تعول على اغتيال مؤجل، للطفولة معلم وحيد، لا يعرفها ولا تجهله لكنهما يشتغلان معاً، بتكالب لا ينفك كما الأسر تواطؤ مهيب، كل ليلة، ما إن أشرع في تلقين الورق غمرات هلعي حتى تتأسى لي، شراهة آهات ساهرة تكتويني كما الكنز.لم أختر مشيئة التخلق، أنثى، هكذا هتفوا حين ترنحت: من رحم أملس ظليم، حليم، رطب، وفير بحب أشقاني، ارتطمت نحو ضوء فاضح اهتلت من عنف هذا البياض من جفاف أقمطة بيضاء أيضاً، ليبدو قدري مشدوداً لشرك هذا البياض. تداعيت - أنثى- لأرمم صرخة عمياء صدعت حنجرتي الصغيرة منذ آنذاك حتى الآن... لم اختر أن أتخلق أنثى ولا أن أسمى فوز، بل ناوأت انزلاقي الأول والأخير، نحو هاوية عمياء تدعى الحياة قاومت أقداري الثكلى. وقد تواصلت فعاليات المهرجان بعد انطلاقها من مقر الأسرة لتحط في جمعية المنبر التقدمي حيث شارك الضيفان الكريمان أندريار والسعدون مع الشاعر كريم رضي والشاعر مهدي سلمان في إحياء أمسية أخرى، ثم حطت رحال الشعر في الصخير ليشارك الضيفان الكريمان ومعهما الشاعرة فاطمة محسن والشاعر أحمد الستراوي في أصبوحة شعرية بجامعة البحرين، ومنها إلى مقهى جواد بالبديع بمشاركة الشاعرة ليلى السيد والشاعرة وضحى المسجن، واختتم المهرجان فعالياته بأمسية المتقى الثقافي الأهلي بمشاركة الشاعرة سوسن دهنيم والشاعر أحمد رضي.

الأحد، 10 مايو 2009


El Premio Nobel Wole Soyinka, las escritoras Gioconda Belli y Aurora Luque, el poeta iraquí Abdul Hadi Sadoun... invitados al Primer Mayo Poético

www.almeriocio.com
El encuentro, organizado por la Universidad y el Instituto de Estudios Almerienses, se celebrará del 11 al 23 de mayo
UD Almería. Gabinete de Prensa
La Universidad de Almería, en colaboración con el Instituto de Estudios Almeriense y con el apoyo del Centro Andaluz de las Letras y de la Consejería de Cultura de la Junta, ha diseñado el encuentro de poesía y literatura “PoéticAL”, en el llamado Mayo Poético en Almería. Un encuentro que apuesta por dar una relevancia internacional al mundo de la poesía y que quiere tener continuidad en años venideros. Para esta primera edición, este Mayo Poético contará con la presencia del Premio Nobel de Literatura Wole Soyinka, de la escritora y poeta nicaragüense Gioconda Belli y del poeta iraquí Abdul Hadi Sadoun. Además de ellos, la poeta almeriense Aurora Luque, el escritor Juan de Dios García y el Premio Nacional de Poesía 2008 Joan Margarit también participarán en “PoéticAL”. El programa de este Mayo Poético en Almería es el siguiente: Lunes 11 de mayo, 20:00 horas Lectura del poeta iraquí Abdul Hadi Sadoun. Salón de Plenos de la Diputación Provincial de Almería, Navarro Rodrigo, 17 Miércoles 13 de mayo, 12:00 horas Lectura de Wole Soyinka, Premio Nóbel de Literatura. Auditorio de la Universidad de Almería Viernes 15 de mayo, 19:00 horas Lectura de la poetisa nicaragüense Gioconda Belli. Salón de Actos de Cajamar, Plaza de Barcelona, 5, Almería Viernes 22 de mayo, 20:00 horas Lectura de Aurora Luque y Juan de Dios García. Salón Noble de la Delegación del Gobierno de la Junta de Andalucía, Pº de Almería, 68 Sábado 23 de mayo, 11:00 horas Excursión poética por el Parque de Cabo de Gata-Níjar. Lectura de Joan Margarit, Premio Nacional de Poesía. Wole Soyinka Dramaturgo, poeta, novelista y conferenciante nigeriano, galardonado con el Premio Nobel de Literatura. Nació en Abeokuta y estudió en la Universidad nigeriana de Ibadan y en la Universidad de Leeds, en el Reino Unido. Abdul Hadi Sadoun Poeta iraquí, además es narrador, periodista e hispanista. Reside en Madrid desde 1993. Desde el año 1997 codirige la revista y publicaciones de Alwah, la única revista cultural en lengua árabe en el territorio español dedicada a las letras árabes, especialmente, a la literatura del exilio. Gioconda Belli Nació en Managua, Nicaragua. Es autora de una obra poética de reconocido prestigio internacional, por la que ha recibido el Premio Mariano Fiallos Gil, el Premio Casa de las Américas, el Premio Internacional Generación del 27 y el Premio Internacional Ciudad de Melilla. Aurora Luque Poeta almeriense. Autora de Hiperiónida (1982), Problemas de doblaje (1990), Carpe noctem (1994), Transitoria (1998), Camaradas de Ícaro (2003), Haikus de Narila (2005) y La siesta de Epicuro (2008). Juan de Dios García Nacido en Cartagena de ascendencia almeriense, es autor del ensayo Alejandro Casona: la poesía de la muerte y las plaquetes de poesía El calor de la medicina, Heptágono e Infinitivo. Con Nómada, recibió el premio de poesía María del Villar. Joan Margarit (Sanaüja, Lleida, 1938). Premio Nacional de Poesía en 2008. Tiene una amplia obra publicada en castellano y catalán desde 1963, que seleccionó, corrigió y publicó en el volumen bilingüe El primer frío. Poesía 1975-1995 (2004), al que siguieron en ediciones bilingües Estació de França (1999), Joana (2002), Cálculo de estructuras (2005), Casa de misericordia (2007) y Misteriosamente feliz (2009), todas ellas publicadas primeramente en catalán.


Reyes de la pluma en Festival de Poesía de La Habana

Samih Al Qasem, y uno de los más relevantes poetas iraquíes,

el también cineasta Abdul Hadi Sadoun


Autor: Isachi Fernández Fernández Fuente: CUBARTE 04 de Mayo 2009


(Cubarte).-

Más de 120 poetas del Medio Oriente, el Magreb, Corea, Rusia, España, Sudáfrica, Mozambique, Nigeria, América Latina y Canadá serán acogidos por sus colegas cubanos del 25 al 31 de mayo venidero durante el XIV Festival Internacional de Poesía de La Habana.Entre los escritores que confirmaron su participación en la cita se incluye quien está considerado el más grande poeta palestino vivo, Samih Al Qasem, y uno de los más relevantes poetas iraquíes, el también cineasta Abdul Hadi Sadoun, además de Jeryes Hanna Jeryes Samani, viceministro de cultura del Reino de Jordania, precisó Alex Pausides, coordinador general del festival.La lista incluye al ex ministro de cultura de Marruecos, Mohamed Al Achaari, y a los prestigiosos poetas Jotamario Arbeláez, de Colombia; Hildebrando Pérez, de Perú; y Zolani Mkiva, de Sudáfrica.Presidido por la frase martiana “Un grano de poesía sazona todo un siglo”, el programa contempla el Encuentro Mundial de Poetas en Defensa de la Humanidad, lecturas en tabaquería y en centros docentes como en escuelas de instructores de arte y en la Universidad de Ciencias Informáticas (UCI).Durante el festival, dedicado al Medio Oriente y al Magreb, sesionará el seminario La poesía árabe contemporánea, en La Habana Vieja, y en el Teatro Mella se ofrecerá el concierto La patria de las palabras: homenaje a Mahmud Darwish, Poeta Nacional de Palestina.Asimismo, se recordará a los poetas cubanos Félix Pita Rodríguez y Gabriel de la Concepción Valdés (Plácido), en el centenerio y bicentenario respectivamente de sus nacimientos.
www.cubarte.cult.cu/paginas/actualidad/noticia.php?id=58424 - 375k -







El Mayo Poético arranca mañana



con una lectura del poeta iraquí Abdul Hadi Sadoun




El miércoles participará el Nobel africano, Wole Soyinka, en un acto en la UniversidadD.M.




Mañana lunes comienza el encuentro de poesía y literatura PoéticAL, en el llamado Mayo Poético de Almería, una iniciativa puesta en marcha por la Universidad en colaboración con el Instituto de Estudios Almerienses y que cuenta también con el apoyo del Centro Andaluz de las Letras y de la Consejería de Cultura de la Junta. El encuentro, que apuesta por dar relevancia internacional al mundo de la poesía y cubrir un espacio en la oferta cultural de la provincia, contará este año con poetas y literatos de enorme prestigio y relevancia internacional. Las sesiones de este Mayo Poético comienzan mañana lunes, con una lectura de poesía a cargo del iraquí Abdul Hadi Sadoun. Para el miércoles está prevista la visita del Premio Nobel de Literatura Wole Soyinka, y para el viernes se contará con la presencia de la escritora y poeta nicaragüense Gioconda Belli.Para la siguiente semana, hay previstas lecturas a cargo de Aurora Luque y Juan de Dios García (el viernes 22) y de Joan Margarit, Premio Nacional de Poesía 2008 (el sábado 23 en el parque natural Cabo de Gata).








El poeta iraquí Abdul Hadi Sadoun

abre el lunes el Mayo Poético




por Martín Corpas
viernes, 08 de mayo de 2009


El próximo lunes comienza el encuentro de poesía y literatura “PoéticAL”, en el llamado Mayo Poético de Almería, una iniciativa puesta en marcha por la Universidad en colaboración con el Instituto de Estudios Almerienses y que cuenta también con el apoyo del Centro Andaluz de las Letras y de la Consejería de Cultura de la Junta. El encuentro, que apuesta por dar relevancia internacional al mundo de la poesía y cubrir un espacio en la oferta cultural de la provincia, contará este año con poetas y literatos de enorme prestigio y relevancia internacional.
La primera edición del Mayo Poético de la Universidad de Almería tendrá un premio Nobel entre sus invitados, se trata del nigeriano Wole Soyinka que realizará una lectura poética en el Auditorio de la UAL. Junto al Nobel, el encuentro poético PoéticAL, que tendrá lugar del 11 al 23 de mayo, contará con otros autores españoles y llegados de fuera de nuestras fronteras.
Para esta primera edición, este Mayo Poético contará con la presencia del Premio Nobel de Literatura Wole Soyinka, de la escritora y poeta nicaragüense Gioconda Belli y del poeta iraquí Abdul Hadi Sadoun. Además de ellos, la poeta almeriense Aurora Luque, el escritor Juan de Dios García y el Premio Nacional de Poesía 2008 Joan Margarit también participarán en PoéticAL.
El festival poético apuesta por dar una relevancia internacional al mundo de la poesía y quiere tener una continuidad en años venideros.
Este encuentro poético está organizado por la propia Universidad, el Instituto de Estudios Almerienses, el Centro Andaluz de las Letras y la Consejería de Cultura.
El programa de este Mayo Poético es el siguiente:
- Lunes 11 de mayo, 20:00 horas
Lectura del poeta iraquí Abdul Hadi Sadoun.
Salón de Plenos de la Diputación Provincial de
Almería, Navarro Rodrigo, 17
- Miércoles 13 de mayo, 12:00 horas
Lectura de Wole Soyinka, Premio Nóbel
de Literatura. Auditorio de la Universidad deAlmería
- Viernes 15 de mayo, 19:00 horas
Lectura de la poetisa nicaragüense GiocondaBelli.
Salón de Actos de Cajamar, Plaza de
Barcelona, 5, Almería
- Viernes 22 de mayo, 20:00 horas
Lectura de Aurora Luque y Juan de Dios García.
Salón Noble de la Delegación del Gobierno de
la Junta de Andalucía, Pº de Almería, 68
- Sábado 23 de mayo, 11:00 horas
Excursión poética por el Parque de Cabo de Gata-Níjar.
Lectura de Joan Margarit, Premio Nacional de Poesía.